Story

السيارات الكهربائية: كل ما تحتاج إلى معرفته

  • نَيْسَان 05 2022
  • رؤى الأعمال

أدت النقاشات الدائرة حول التغيرات المناخية والاحتباس الحراري ومستويات التلوث التي باتت تدق ناقوس الخطر إلى تحفيز الأفراد والحكومات والشركات في مختلف أرجاء العالم للبحث عن بدائل خضراء. وهكذا تم رفع الستار عن السيارات الكهربائية كاختراع هام لتمكين أسلوب حياة يراعي البيئة.
ونجيب في هذا القسم على كافة استفسارات الأفراد الراغبين في التحول إلى السيارات الكهربائية سواء للاستخدام الشخصي أو للعمل.

  1. ما هي السيارات الكهربائية؟

السيارات الكهربائية المعروفة اختصاراً بالرمز (EVs) تعمل بالكامل أو بشكل جزئي بواسطة الكهرباء بخلاف محركات الاحتراق الداخلي التي تشغّل السيارات التقليدية. 
وتُعد بطارية ليثيوم-أيون من أكثر أنواع البطاريات المستخدمة في السيارات الكهربائية، ويمكن شحنها عبر نقاط الشحن المتاحة في منزلك أو في محطات الشحن المشتركة ما بين العموم. وتمتاز المركبات الكهربائية بمستوى منخفض من الانبعاثات كونها لا تحتاج إلى حرق الوقود للتشغيل، ومن السهل صيانة هذه السيارات وهي تساهم بدور فاعل في مكافحة التلوث والاحتباس الحراري.

  1. ما هو الفرق بين الأنواع المختلفة للسيارات الكهربائية؟

تتنوع السيارات الكهربائية بين:

  • سيارات البطارية الكهربائية المعروفة اختصاراً بالرمز (BEVs): تعمل السيارات المزودة ببطارية كهربائية بواسطة الكهرباء بالكامل وتمتاز بانعدام مستوى الانبعاثات الصادرة عنها وبأنها سريعة الشحن. وبفضل عدم احتوائها على خزان للوقود أو الديزل أو الغاز، فإنها لا تحتاج إلى كثير من الصيانة.
  • السيارات الكهربائية الهجينة أو السيارات الكهربائية الهجينة المزودة بقابس المعروفة اختصاراً بالرمز (PHEVs) أو الرمز (HEVs): ولا تعتمد السيارات الكهربائية الهجينة أو السيارات الكهربائية الهجينة المزودة بقابس على البطارية فحسب بل تتوفر فيها خزانات الوقود أو الديزل لتتيح لك إمكانية تشغيلها عبر الوقود أو الديزل أثناء قطع مسافات طويلة. ولعل ما يميز هذه السيارات عن غيرها أنها لا تتطلب منك البحث عن نقاط للشحن عبر الطرقات إذ تتيح لك خيار استخدام الوقود كحل بديل. وبفضل احتوائها على جميع هذه المزايا العملية، تبدو السيارات الكهربائية الهجينة أو السيارات الكهربائية الهجينة المزودة بقابس أشبه بسيارات محركات الاحتراق الداخلي من حيث الصيانة ومستويات الانبعاث والنفقات الخاصة بالوقود
  • السيارات الكهربائية المزودة بخلايا الوقود : تَعِد برسم مستقبل جديد في عالم النقل، فالسيارات الكهربائية المزودة بخلايا الوقود المعروفة اختصاراً بالرمز (FCEVs) تعمل بواسطة الوقود الهيدروجين الذي ينتقل عبر خلية الوقود ويشحن البطارية بالطاقة المطلوبة لتشغيل السيارة. ويمكن إعادة شحنها بالوقود بسرعة فهي مزودة بخزان كامل من الهيدروجين يدوم لما يقارب 300 ميلاً.

:لمعرفة المزيد

  1. كيف تعمل السيارات الكهربائية؟

حتى نتمكن من فهم آلية عمل السيارات الكهربائية، علينا أن نفكر في طريقة عمل ألعاب السيارات المزودة ببطارية؛ فهي تعمل طالما أن بطاريتها مشحونة. وتحتاج البطارية إلى وضعها في قابس إمداد السيارة الكهربائية الذي يُطلق عليه ببساطة اسم الشاحن. وما إن يتم شحنها بالكامل، تدعم هذه البطارية محرك السيارة الكهربائية الذي يشغل بدوره السيارة. وتقوم التكنولوجيا المتوفرة في السيارات الكهربائية بتحويل الكهرباء إلى طاقة ميكانيكية من خلال إنشاء حقل مغناطيسي.
وعند انتهاء رحلة اليوم، بإمكانك وصل السيارة الكهربائية إلى الشاحن الذي قد قمت بتركيبه في منزلك أو في شركتك وتتركها هناك إلى حين إتمام عملية الشحن خلال الليل.
أو يمكنك بدلاً من ذلك ترك سيارتك في محطة الشحن العامة القريبة من مكان عملك لتدع البطارية تشحن ريثما تنهي عملك.
لمعرفة المزيد:https://afdc.energy.gov/vehicles/how-do-all-electric-cars-work

  1. ما هو المدى المتوقع للسيارة الكهربائية؟

يُقصد بمدى السيارات الكهربائية المسافة التي بإمكانها أن تقطعها بعد شحنها لمرة واحدة. وتتمكن بعض السيارات الكهربائية شأنها شأن الهواتف المتحركة أن تعمل حتى ثماني ساعات عند شحنها لمرة واحدة، أما بعضها الآخر فيواصل العمل حتى 12 ساعة، وذلك بحسب عدد التطبيقات التي تفتحها في كل مرة أو عدد ساعات استخدامك للهاتف. ويعتمد المدى الذي تقطعه السيارات الكهربائية على التضاريس وعدد الوظائف الداخلية التي تستخدمها أثناء القيادة إلى جانب عدة نقاط أخرى.
ويختلف مدى السيارات الكهربائية باختلاف الشركة المصنعة. فسيارات تسلا من الطراز (إس) تتيح لك إمكانية قطع ما يصل إلى 400 كلم بينما يصل مدى سيارات مازدا (إم إكس 30) إلى 170 كلم في الشحنة الواحدة.

لمعرفة المزيد:

  1. - ما هي مزايا السيارات الكهربائية؟?

للسيارات الكهربائية بمزايا عديدة:

  1. تمتاز السيارات الكهربائية بانخفاض مستوى صيانتها مقارنة بقطع غيار السيارات التقليدية المزودة بمحركات الاحتراق الداخلي، مما يوفر عليك تكاليف الصيانة.
  2. وعلاوة على ذلك فإن هذه السيارات لا تُطلق أي انبعاثات أو عديمة الانبعاثات. وهي لا تسبب التلوث مقارنة بالسيارات التقليدية، وتُعد بذلك بديلاً أخضراً لها.
  3. كما أن السيارات الكهربائية تلغي أو تحد من اعتمادك على الوقود الأحفوري مرتفع الكلفة مثل البترول وتحميك بذلك من تحمل الصدمة في كل مرة ترتفع فيها أسعار البترول.
  4. وتقدم الحكومات في مختلف أرجاء العالم حوافزاً لكل من يستخدم السيارات الكهربائية، حتى أن بعض الدول تمنح دعماً مالياً أو ميزة الاسترداد النقدي لمشتريات السيارات الكهربائية؛ تتيح لك مثلاً فرصة شحن سيارتك مجاناً من محطات الشحن العامة؛ وفرصة الحصول على مواقف مجانية لركن السيارة.
  5. كما تمتاز السيارات الكهربائية بسهولة شحنها، فما عليك سوى وضعها في القابس الموجود في منزلك أو في محطات الشحن البطاريات في السيارة.
  6. الكهربائية مزودة أيضاً بوظيفة الكبح المتجدد. وهذا يعني أنه كلما ضغطت على المكابح، يتم استخدام الطاقة المتدفقة لإعادة شحن
  7. ومن حيث المظهر، تمتاز السيارات الكهربائية بتصميم جيد وتمنحك تجربة قيادة ممتعة مع مستوى تسارع غير مسبوق. كما أنها تصدر ضجيجاً أقل من السيارات التقليدية.

لمعرفة المزيد عن مزايا السيارات الكهربائية:

  1. كم تبلغ حصة السيارات الكهربائية من السوق اليوم؟

تتوقع شركة ديلويت المتخصصة في الاستشارات والتدقيق أن حصة السيارات الكهربائية من السوق العالمي سوف تسجل نمواً سنوياً مركباً بواقع 29% على مر السنوات العشرة المقبلة.  وتشير التوقعات إلى أن إجمالي مبيعات السيارات الكهربائية سيصل إلى 11.2 مليون بحلول العام 2025 وإلى 31.1 مليون سيارة بحلول العام 2030 مقارنة بـ 2.5 مليون سيارة في العام 2020.
ودعونا الآن نلقي نظرة على الأرقام المرجح تسجيلها في قطاع السيارات الكهربائية على مدار العقدين القادمين:
تتوقع ديلويت أنه بحلول العام 2030 من المرجح أن تساهم السيارات الكهربائية المزودة ببطارية بنسبة 81% (25.3 مليون) من جميع السيارات الكهربائية الجديدة المباعة.

  • وبحسب توقعات ديلويت، سوف تسيطر الصين على نسبة 49% من السوق العالمي للسيارات الكهربائية بحلول العام 2030 بينما ستبلغ الحصة الأوروبية منه 27% وحصة الولايات المتحدة الأمريكية 14%.
  • من جانبهما، رصدت ألمانيا والصين ميزانية تقدر بمليارات الدولارات لتطوير البنى التحتية الخاصة بالشحن وذلك كجزء من خطط التعافي الاقتصادي ما بعد الجائحة.
  • وتشير دراسة أُجريت على سوق السيارات الكهربائية في دولة الإمارات العربية المتحدة أنه في الفترة الواقعة ما بين 2019 و2025 إلى أن سوق السيارات الكهربائية في دبي سيحقق نمواً سنوياً مركباً بواقع 32.1% خلال هذه المدة الزمنية.
  • ويتوقع سيناريو التحول الاقتصادي الذي أعده مركز أبحاث "إن إي إف" بلومبرغ أن المبيعات العالمية للسيارات عديمة الانبعاثات سترتفع من 4% في العام 2020 إلى 70% بحلول العام 2040، وهذا بفرض عدم إطلاق أي مبادرات أخرى من قبل الحكومة، بينما ستصل مبيعات الحافلات إلى 83% بحلول العام 2040.
  • كما تشير توقعات سيناريو التحول الاقتصادي إلى أن السيارات التجارية الخفيفة وعديمة الانبعاثات سوف تسجل نمواً يصل إلى 60% من السوق الخاص بها خلال الفترة ذاتها. أما المركبات المتوسطة والثقيلة، فمن المتوقع أن تسجل نمواً يزيد عن نسبة 30%.
  • وبحسب النظرة المستقبلية للسيارات الكهربائية الصادرة عن مركز أبحاث "إن إي إف" بلومبرغ للعام 2021 فإن الحافلات والمركبات المزودة بعجلتين أو ثلاث عجلات توفر الفرصة الأكبر لإحداث التحول الكهربائي على عمليات النقل في الاقتصاديات الناشئة.
  • وبحلول العام 2040، سيحتاج العالم إلى ما لا يقل عن 309 مليون شاحن في مواقع مختلفة ناهيك عن 270 مليون شاحن منزلي و24 مليون محطة شحن عامة و4 ملايين شاحن مخصص للحافلات والشاحنات. وبحسب النظرة المستقبلية للسيارات الكهربائية للعام 2021، فإن الوصول إلى هذه الأرقام يتطلب رصد استثمارات تراكمية بقيمة 589 مليار دولار أمريكي على مدار العقدين القادمين.

لمعرفة المزيد:

  1. كيف تشجع الحكومات في العالم التحول نحو السيارات الكهربائية وما هو السبب؟

بالتزامن مع ما يشهده العالم من عواقب ناجمة عن الاحتباس الحراري وتغير المناخ، تبحث البلدان عن بدائل أكثر اخضراراً. وتتمثل إحدى الطرق المهمة لتقليل البصمة الكربونية في التحول نحو وسائل نقل صديقة للبيئة، سواء كانت خاصة أو عامة. ولا شك أن وجود عدد أكبر من الحافلات الكهربائية والسيارات والمركبات ذات العجلتين على الطريق، يعني اعتماد أقل على الوقود وانبعاثات أقل وبيئة أنظف.
ويشير مختبر السيارات الكهربائية، وهو أول منصة للسيارات الكهربائية في الإمارات العربية المتحدة، إلى أنه بإمكان السيارات الكهربائية توفير ما يقارب 20٪ من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لكل كيلومتر تقطعه، مقارنة بنظيراتها من البنزين، وتصل هذه النسبة إلى 100٪ في حال كانت الشبكة الكهربائية تعمل فقط على الطاقة المتجددة.
ومع تشديد الأنظمة المفروضة على انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون واقتصاد الوقود، تؤمن الحكومات أن المستقبل سيكون للسيارات الكهربائية. وتسعى المزيد من الشركات إلى تصنيع سيارات كهربائية أكثر أماناً وأرخص سعراً، وتدعم تشييد البنى التحتية وتقدم الدعم لتحفيز هذا التحول نحو السيارات الكهربائية.
وبحسب سيناريو صافي الانبعاث الصفري، ستصل مبيعات السيارات الكهربائية في العام 2030 إلى ما لا يقل عن 60% عالمياً. ويؤكد تقرير وكالة الطاقة الدولية الصادر بعنوان صافي الانبعاث الصفري: الخارطة نحو قطاع الطاقة الدولي لتحقيق صافي الانبعاث الصفري للكربون بحلول العام 2050، ستحتاج دول العالم إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات الطموحة لدفع عجلة تبني السيارات الكهربائية، لاسيما المركبات الثقيلة، وتخفيض توليد الكهرباء المترافقة بمستوى عالي من انبعاثات الكربون.
ووفقاً لوكالة الطاقة الدولية، فإن بعض الحكومات طرحت أنظمة مع حوافز إضافية لضمان عدم التأثير سلباً على مبيعات السيارات الكهربائية أثناء جائحة كوفيد-19. وبحلول نهاية العام 2020، كشفت أكثر من 20 دولة عن أهدافها وخططها لإخراج السيارات المزودة بمحركات احتراق داخلي خلال العقود القليلة القادمة.
لمعرفة المزيد عن الالتزام العالمي بإحداث التحول الكهربائي في قطاع النقل:

  1. ما هو المجال المتوقع للسيارات الكهربائية وأساطيل المركبات الكهربائية؟

كشفت دراسة أجراها خبراء تكنولوجيا المعلومات في الأساطيل وتحليلات البيانات في مختبر "جيوتاب" على أسطول المركبات في ولاية سياتل أنه عند استبدال مركبات أسطولها الحالية بمركبات كهربائية، وفرت على المدينة مليوني دولار من الوقود مع إنفاق 100,000 دولار فقط على الكهرباء.
ووفقاً لتصريحات إريك ماليا، نائب رئيس حلول الاستدامة في مختبر "جيوتاب" فإن هناك فرصة غير مسبوقة لإحداث عملية التحول الكهربائي على الأساطيل إذ تقل تكلفة امتلاكها الإجمالية عن تكلفة المركبات التي تعمل بواسطة الغاز أو الديزل. كما أظهرت الدراسة التي أجراها مختبر "جيوتاب" بالتعاون مع "إنتربرايس فليت مانجمنت" أنه في حال استبدال 13 ٪ من أسطولها بمركبات كهربائية، فإنه سيكون بإمكانها توفير ما يصل إلى 33 مليون دولار في المستقبل القريب. ومع تشديد الحكومات لمعايير الانبعاثات، ستزداد وتيرة التحول الكهربائي للأسطول والمركبات التجارية على مر العقود القادمة. وينبغي على الشركات الراغبة في القفز نحو عربة التنقل الكهربائي وتحويل أساطيلها مراعاة ما يلي:

  • إمكانية تركيب أو تطوير البنية التحتية للشحن
  • جدول الشحن، خاصة في حال مركبات النقل العام
  • تكلفة استبدال البطاريات
  • مدى الاعتماد على نظام الشبكة الكهربائية والقدرة على توليد الكهرباء من خلال الألواح الشمسية على سبيل المثال لتشغيل أساطيلها
  • تدريب السائقين والموظفين على التكيف مع التكنولوجيا الحديثة
  • أنظمة تتبع استهلاك الكهرباء

لمزيد من المعلومات حول التحول الكهربائي للأساطيل، تفضل بزيارة الموقع: